مسؤولية الاهل بيت حرية المراهقة

مسؤولية الأهل .. بين حرية الفتاة المراهقة وواجب الحماية من السلوكيات الخاطئة

-بات خروج الفتيات في عمر المراهقة من منازلهن برفقة صديقاتهن للتنزه في الاماكن العامة والترفيهية امرا مقلقا للأهل , اذ يقعون بين حاجة الفتاة للخروج من المنزل بين فترة واخرى للترفيه والشعور بمعنى الاعتماد على الذات وبين تخوفهم من ممارستها سلوكا غير منضبط .
ويلاحظ انتشار الفتيات في عمر مبكر خاصة في عطلة نهاية الاسبوع في المولا او المطاعم بهدف الترفيه عن انفسهن والاستراحة من عناء الدراسة , دون وجود احد من الاسرة يراقب سلوكهن , مما يجعلهن عرضة للأستغلال من الاخرين ويزيد من فرص وقوعهن فريسة لعلاقات غير سوية قد تكون مخاطرها غير واضحة لهن خاصة في مثل هذا العمر.
وتؤشر قصة المراة التي تم ايقافها اخيرا في مركز اصلاح وتاهيل – الجويدة بسبب محاولتها اقتياد فتيات قصر لاقامة علاقة غير مشروعة مقابل مبلغ من المال في احدى المولات مثالا عما يمكن ان تتعرض له الفتاة في مثل هذا العمر بسبب تواجدها المستمر برفقة صديقاتها في المولات وقضائها فترات طويلة في هذه الامكان ولساعات متاخرة.
ويقول اخصائيون اجتماعيون يجب ان تلعب الاسرة دورا كبيرا في رقابة بناتهن واولادهم وحمايتهم من سلوكيات غير سوية قد يتعرضون اليها نتيجة غياب الوعي الكافي لديهم ورغبتهم باستكشاف الجنس الاخر من خلال اقامة علاقات لا يدركون حجم المخاطر التي تترتب على مثل هذه العلاقات.
واضافوا ان الافراط في منح الحرية غير المسؤولة لهؤلاء الفتيات والشباب في مثل هذا العمر وغياب الثقة والصراحة بين الوالدين وابنائهم والخوف من مصارحة الاهل اذا ما تعرضت الفتاة لاي موقف خاطىء جميعها عوامل تسهم في حدوث سلوكيات غير سوية.
ويؤكد اخصائي علم الاجتماع والاستاذ في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي ان «قضية استغلال الفتيات في عمر المراهقة وتعرضهن لمواقف غير سليمة من قبل الاخرين ومن قبل الشباب قضية اجتماعية موجودة واصبح من الضروري الاعتراف بها «.
وقال ان المولات الكبيرة استطاعت ان تجذب الشباب والفتيات وان تجذب الطبقة الوسطى والفقيرة بالمجتمع بسبب وجود المطاعم ومختلف انواع المحلات التجارية والمقاهي فهي اصبحت اماكن ( ترفيهية ومتنفسا ) يلجا اليه الشباب والفتيات ومكان استقطاب لمختلف الطبقات الاجتماعية.
واشار الخزاعي الى ان مسؤولية الاسرة اتجاه ابنائها تكمن في توعيتهم وارشادهم بعدم الحديث مع اشخاص غرباء وخاصة الفتيات اللواتي يتعرضن لمثل هذه المواقف اثناء تواجدهن في المولات.
واكد على اهمية اقامة حوار مبني على الصراحة والثقة بين الاباء والابناء بهدف اطلاعهم على اي موقف غير سليم يتعرضون له اثناء خروجهم من منازلهم.
وبين الخزاعي ان الاسرة يجب ان تكون على درجة من الوعي لخطورة خروج ابنائهم وبناتهم بمفردهم لفترات طويلة ودون ادارة حوار بينهم يستطيع الاباء والامهات معرفة ما حدث مع ابنائهم اثناء تواجدهم في هذه الامكان.
ويرى اخصائيون تربويون ان اساليب التربية قد تغيرت خلال السنوات الاخيرة وخاصة مع وجود اعداد كبيرة من الفضائيات وانتشار ( الانترنت ) فالابناء اصبحوا يعيشون في عالم منفتح يستطيعون اكتشاف ما يريدونه بطرق غير صحيحة.
واضافوا ان غياب الدور الرقابي للأسرة واعطاء الابناء الحرية الكاملة غير المسؤولة يسهم في وقوع الابناء في خطر حقيقي وتعرضهم للأستغلال من قبل بعض الاشخاص وخاصة الفتيات اللواتي في عمر المراهقة يشعرن بالسعادة ان ابدوا الاخرون الاعجاب بهن.
واكدوا على اهمية ابقاء باب الحوار مفتوحا بين الاسر وابنائهم لانه الطريق الوحيد لجذب الابناء اليهم مشددين على ضرورة غياب سلوك التصادم مع الابناء في التربية الذي يقوم على فرض الاهل قائمة من الممنوعات على الابناء ومنها الخروج من المنزل الامر الذي يؤدي الى تمردهم ولجوئهم الى الكذب واخفاء الحقيقية عن ابائهم وامهاتهم.
وتشكو العديد من الامهات لفتيات في عمر المراهقة من رغبة بناتهن للخروج مع صديقاتها الى المولات في نهاية عطلة الاسبوع واثناء اجازة المدارس مما يسبب قلقا وخوفا عليهن وتقول احدى الامهات التي لها بنات يتراوح اعمارهن ما بين ( 11 – 15 ) عاما ان هناك ما اسمته ( موضة ) جديدة بين طالبات المدارس باقامة احتفالات اعياد ميلادهن بالذهاب الى المولات وحضور افلام في السينما.
واضافت اواجه صعوبة في التعامل مع بناتي اللواتي يصررن على الذهاب مع صديقاتهن الى المولات باعتبار ان هذا حق لهن اسوة بباقي الفتيات من نفس العمر مشيرة انها تعتبر ان ذهاب الفتاة في مثل هذا العمر الى مثل هذه الامكان بمفردها يعرضها لتحرشات من قبل الشباب ( المراهقين ) الذين يتواجدون هم ايضا في المولات ويحاولون اقامة علاقات مع الفتيات باعتبار ان نجاحهم بهذا الامر يؤهلهم للدخول الى عالم الذكورية المرتبط لديهم بهذه المفاهيم الخاطئة.
ولا يتوقف قلق الاسر عند حدود بناتهن فقط بل يشعر الاباء والامهات بخوف ايضا على ابنائهم المراهقين اثناء خروجهم من المنازل برفقة اصدقائهم الذين يرون انفسهم بانهم ( شباب ) ويرغبون باثبات انفسهم من خلال قيامهم بسلوكيات خاطئة.
ويرى الاخصائيون التربيون ان الخوف على الفتاة قد يكون مضاعفا لكنه لا يلغي المخاطر التي يمكن ان يتعرض لها الشاب في عمر المراهقة نتيجة رفاق السوء في ظل منحه الحرية وغياب الرقابة غير المباشرة على سلوكه.
وتشير الاحصائيات المتعلقة بالشباب ان ثلثهم في عمر المراهقة بما تحمله هذه الكلمة من مخاطر حقيقية ان لم يتم ادارتها بحكمة من قبل الاسر التي يجد البعض منهم صعوبة في التعامل مع ابنائهم بهذه المرحلة خاصة في الجانب المتعلق بخروجهم من المنازل وذهابهم الى المولات بمفردهم التي قد يصاحبها تعرضهم لمواقف خاطئة من قبل الاخرين تهدر طفولتهم وتدخلهم في متاهات عديدة يصعب الخروج منها فيما بعد.

يسلمو على موضوعك
تحياتي الك

يسلمو على موضوعك
تحياتي الك

تسلم ايديك

» لانها بدايه الشعور بالانوثة لاتستخفى بمظاهر المراهقة عند ابنتك