كأنها تنكل بنفسها.. فقد غرقت مصر في فوضى امس بينما كان المصريون في صدمة مما يحدث على يد مجموعات تخريب وسرقة ونهب روعت احياء سكانية شهدت اعمال نهب منظمة بينما
شكل الاهالي مجموعات للدفاع عن انفسهم في غياب تام للشرطة في وقت استمرت فيه اعمال حرق مبان حكومية ومنشأت تجارية اخرها حرق مصلحة الضرائب. وحاول الجيش السيطرة على الوضع بتوجيه تحذير لمن يخالف حظر التجول الذي تم مده من الرابعة بعد الظهر إلى الثامنة صباحا، ومناشدة الاهالي الدفاع عن ممتلكاتهم. وقام الجيش امس باعتقال مجموعات التخريب ونشر صورهم.
ولم يتمكن خطاب الرئيس حسني مبارك اول من امس من تهدئة التظاهرات التي استمرت باعداد كبيرة نزلت الى الشوارع مطالبة بتغيير النظام.
وشهدت مصر امس اول قرارات التغيير السياسي حيث ادى اللواء عمر سليمان، 73 عاما، رئيس المخابرات, اليمين الدستورية كاول نائب لرئيس الجمهورية في عهد الرئيس مبارك ليقضي بذلك تماما على السيناريو الذي كان يجري الحديث عنه سابقا عن التوريث في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الربع الاخير من العام الحالي. وبعد ان قدمت حكومة احمد نظيف استقالتها اعلن تعيين اللواء أحمد شفيق، 69 عاما، وزير الطيران المدني والقائد السابق للقوات الجوية, رئيسا للوزراء. كما اعلن عن استقالة رجل الأعمال القوي القيادي في الحزب الحاكم احمد عز، والذي يعد مهندس انتخابات الحزب, من منصبه في الحزب. وبينما كانت هناك حالة مراقبة دولية واقليمية لتطورات مصر المتسارعة اعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في اتصال هاتفي مع الرئيس مبارك «إن مصر العروبة والإسلام لا يتحمل الإنسان العربي والمسلم أن يعبث بأمنها واستقرارها بعض المندسين باسم حرية التعبير بين جماهير مصر الشقيقة واستغلالهم لنفث أحقادهم تخريبا وترويعا وحرقا ونهبا ومحاولة إشعال الفتنة الخبيثة»، مشددا إلى أن «المملكة العربية السعودية شعبا وحكومة إذ تشجب ذلك وتدينه بقوة فإنها في نفس الوقت تقف بكل إمكاناتها مع حكومة مصر وشعبها الشقيق
وقد إفادت تقارير أن عدد القتلى وصل مبدئيا إلى أكثر من 150 وإصابة ألفين على الأقل، بينهم نحو 100 قتيل في القاهرة، و30 في الإسكندرية، وعشرات في عدة محافظات أخرى. وقال الجيش في بيان مساء أمس إنه سوف ينزل إلى كل أنحاء البلاد لبسط الأمن وملاحقة الخارجين عن القانون، مناشدا المواطنين الإنصياع لقرار حظر التجول، وقال إنه سوف يتم التعامل بكل قسوة وشدة للالتزام بحظر التجول، وملاحقة الخارجين عن القانون، داعيا الشعب للتعاون في بسط القانون والإبلاغ عن الخارجين عن القانون. وانقسمت ردود فعل عشرات ألوف المحتجين في ميادين القاهرة حول نبأ تعيين اللواء سليمان نائبا للرئيس بين الفرح والغضب، ففي حين رقصت فرق من المحتجين الذين خرجوا للتظاهر منذ يوم الثلاثاء الماضي، فوق دبابات الجيش بميدان التحرير فرحا بتعيين اللواء سليمان المعروف بصمته ونزاهته، ردد ألوف المحتجين شعارات رافضة لقرار تعيين سليمان، قائلين إن «الشعب يريد إسقاط الرئيس».
إلى ذلك قال البيت الابيض ان الرئيس باراك أوباما واصل ضغطه على الحكومة المصرية امس لتجنب العنف وأبدى تأييده لاجراء اصلاحات واسعة.
وعقد أوباما اجتماعا واستمر ما يزيد على ساعة مع كبار المستشارين ومنهم نائب الرئيس جو بايدن ومستشاره للامن القومي تووم دونيلون. ودعت بريطانيا وفرنساوألمانيا الرئيس المصري مبارك إلى الامتناع عن العنف ضد المحتجين العزل والعمل على خلق ظروف تهيئ لانتخابات حرة ونزيهة