تجددت لليوم الثاني في مدينة تالة بمحافظة القصرين في شمال غرب تونس مواجهاتٌ بين طلبة وشبان عاطلين عن العمل وبين قوات الأمن، وذلك في أحدث فصول موجة الاحتجاجاتالتي تعرفها البلاد منذ أكثر من أسبوعين.
وذكر المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية أن الشرطة استعملت القنابل المسيلة للدموع لتفريق تلك المظاهرة التي انطلقت الثلاثاء تضامنا مع أهالي ولاية سيدي بوزيد (265 كلم جنوب العاصمة تونس).
وتفيد مصادر نقابية في المدينة وقوع حالات اختناق في صفوف المتظاهرين وأن سيارات الإسعاف نقلت أربعَ حالات إلى مستشفى المنطقة، في حين تَواصل إطلاقُ الغازات المدمعة بشكل مكثف في أغلب شوارع المدينة.
وتزامن اندلاع تلك المواجهات مع الذكرى الـ26 لما يعرف في تونس بانتفاضة الخبز التي عاشتها البلاد مطلع عام 1984 في عهد الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة.
وفي الولاية ذاتها شهدت مدينة فوسانة (التي تبعد 45 كلم عن تالة) مظاهرة سلمية حاشدة شارك فيها أكثر من ألف طالب من طلاب المدارس الثانوية.
وقد رفع المتظاهرون شعارات تطالب بمزيد من التنمية والعدالة الاجتماعية ومقاومة التفاوت الجهوي. وأفاد شهود عيان للجزيرة أن المظاهرة بدأت وانتهت بصفة سلمية ودون أي تدخل من قوات الأمن.
تداعيات أخرىوفي خضم التداعيات السياسيةللاحتجاجات التي اندلعت شرارتها الأولى في سيدي بوزيد بعد محاولة شاب الانتحار وانتحار آخر بسبب تفشي البطالة والفساد، قرر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي تعيين وزير الاتصال سمير العبيدي، ناطقا رسميا باسم الحكومة.
وتولى العبيدي حقيبة الاتصال خلفا لأسامة رمضاني وذلك بموجب تعديل وزاري محدود أجراه الرئيس بن علي الأربعاء الماضي عقب الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها محافظة سيدي بوزيد التونسية.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يعيّن فيها ناطق باسم الحكومة في تونس، علما بأنه يوجد في البلاد ناطق باسم رئاسة الجمهورية.
على صعيد آخر علمت الجزيرة أن القيادي بحزب العمال الشيوعي التونسي ومراسل موقع جريدة البديل على الإنترنت أحيل إلى سجن مدينة قفصة بالجنوب التونسي.
وقالت مصادر بحزب العمال إن عمار عمروسية, اعتقل الأربعاء الماضي بمدينة قفصة إثر اعتصام نظمه محامون بمحكمة المدينة.
وامتدت تداعيات الاحتجاجات والموجهات، التي أسفرت عن سقوط قتيلين وجرحى، إلى الشبكة العنكبوتية حيث تتعرض مجموعة من مواقع الإنترنت الحساسة التابعة للحكومة التونسية منذ ليل الأحد الماضي لهجمات إلكترونية عطلت ثمانية منها على الأقل.
وقد تبنت تلك العمليات مجموعة من قراصنة الإنترنت تطلق على نفسها اسم أنونيموس Anonymous . وتتوعد الجماعة بمواصلة القرصنة على المواقع التونسية الرسمية ما لم تنه السلطات هناك القيود الصارمة التي تفرضها على تصفح الإنترنت.